كتب الشيخ : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق . الشاعر مظفر النواب ، شاعر من بلاد الرافدين ،موطن الشعر العربي . ولد النواب في بغداد / الكرخ عام 1934م من عائلة عرفت بالرفاه الاقتصادي . اي انها عائلة ذات مردود مالي وفير وثراء واضح وتعد من العوائل الارستقراطية . منذ مرابع الصبا .. كان متذوقا للموسيقى والقراءة وكتابة الشعر . بعد ان انهى دراسته الجامعية في كلية الآداب في بغداد .. كانت ظروف العائلة الاقتصادية قد تعرضت لزلزال رهيب افقدها ذلك الثراء وتلك النعمة الباذخة . ولأن الشاعر مظفر النواب اختار طريق الفكر الجديد في مسيرته وتعلق باليسار العراقي منذ ان كان طالبا في الاعدادية .. فقد تعرض للمزيد من المطاردة والاعتقالات والسجون والفصل الوظيفي والمعاناة من العوز والحرمان .
في بداية الستينات . وخاصة بعد الانقلاب البعثي الدموي الذي حدث في العام 1963م ، تشرد النواب وعاش المحنة والغربة والمنغصات والمطارة والتعذيب .
كان النواب مدرسا في العمارة .. وهناك كتب قصيدته الشعبية ( للريل وحمد ) والتي كانت ثورة في الشعر الشعبي العراقي .. من حيث المضمون والشكل . وقد كانت تلك القصيدة وما زالت تفعل فعلها في مجرى وحركة وانسيابية الشعر الشعبي الحديث في العراق .. حيث يعتبر رائد حركة التطور في هذا الشعر .وبعد سنوات من الغربة في اريتيريا ومجاهل افريقيا وسوريا ولبنان . كانت قصائد الشاعر قد عبرت عن مواقف تتسم بالتحدي والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية . يقول عنه الكاتب محمد جادالله ( كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها ، والتصدي للاحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني )